حقق المنتخب المغربي تأهلاً صعباً إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا للمحليين، بعد فوزه على منتخب تنزانيا بهدف وحيد، في المباراة التي جرت اليوم الجمعة على أرضية ملعب بنجامين مكابا في دار السلام، لحساب دور ربع النهائي ولذلك وسط حضور جماهيري غفير.
شهدت مباراة المنتخب المغربي ضد تنزانيا لحظات مثيرة، حيث نجح أسود الأطلس في فرض أسلوب لعبهم الذكي وتنظيمهم التكتيكي رغم غياب بعض العناصر الأساسية، ليحققوا الفوز 1-0 ويتأهلوا إلى نصف نهائي البطولة.
مجريات الشوط الأول
انطلق الشوط الأول وسط أجواء جماهيرية كبيرة دعمت المنتخب التنزاني بقوة، حيث حاول أصحاب الأرض منذ البداية الضغط على دفاع المنتخب المغربي عبر هجمات سريعة من الأطراف وتسديدات من زوايا مختلفة، غير أن التنظيم الدفاعي لـ"أسود الأطلس" حال دون وصول الكرة إلى الشباك.
وفي الدقيقة السابعة، كاد المغرب أن يباغت أصحاب الأرض بعد تسديدة قوية من اللاعب المليوي، لكن الحارس التنزاني تصدى لها ببراعة. بعد ذلك، جاءت محاولة خاطفة عبر مهري الذي انطلق نحو منطقة الجزاء، لكن مدافع تنزانيا أبعد الكرة في اللحظة الأخيرة، ليضيع على المغرب فرصة محققة.
وفي الدقيقة الثالثة عشر، عاد المليوي ليهدد مرمى تنزانيا مجدداً بتسديدة قوية بعد تبادل كروي رائع مع يوسف مهري، لكن الحارس تصدى لها ببراعة.
ومع مرور الوقت، سيطر أسود الأطلس على وسط الميدان، خصوصاً عبر حريمات، مهري، المليوي، وبوغرين، فيما حصل المنتخب التنزاني على فرصة خطيرة بعدما قطع الكرة من وسط الميدان وانطلق بالهجمة، لكن الحارس الحرار تصدى للتسديدة وحولها إلى ركنية.
وفي الدقيقة 19، رد صابر بوغرين بتسديدة قوية، لكن الحارس التنزاني أبعد الكرة، وحاول بوغرين تمرير الكرة بينية لمهاجمي المنتخب المغربي خصوصا القناص لمليوي، إلا أن بعض المحاولات افتقدت للدقة المطلوبة. وفي الدقيقة 34، هدد مهاجمو تنزانيا مرمى الحارس الحرار بتسديدة زاحفة، لكنها لم تسفر عن هدف.
وفي الوقت البديل، نجح مهاجمو تنزانيا في الانفراد بالحارس الحرار، لكن الكرة سُدّدت مباشرة في يده، ليحافظ المغرب على شباكه نظيفة. وبذلك اختتم الشوط الأول بالتعادل السلبي، في شوط تميز بتكافؤ واضح بين المنتخبين.
مجريات الشوط الثاني
مع انطلاق الشوط الثاني، حاول المغرب فرض سيطرته على وسط الميدان والهجوم، وجاءت أبرز الفرص بعد تمريرات منظمة وصلت إلى المليوي الذي أهدر فرصة وجهاً لوجه أمام الحارس التنزاني.
وشهد الشوط تألقاً لافتاً من حارس مرمى الرجاء الرياضي الحرار، الذي تصدى لعدة محاولات خطيرة من مهاجمي تنزانيا، محافظاً على نظافة الشباك.
وفي الدقيقة 65، وبعد هجمة منسقة بدأت من دفاع المغرب وتحولت نحو الجهة اليسرى، وصلت الكرة إلى بلعمري بعد تمريرة بينية من الفنان صابر بوغرين الذي مرر كرة عرضية أرضية متقنة إلى المليوي المتألق، ليُسجل الهدف الأول لصالح المغرب، مبرزاً تناغم الفريق في بناء الهجمات.
 |
| هجمة هدف المنتخب المغربي |
ورد مهاجمو تنزانيا بمحاولة عبر تسديدة من ناضو مرت بجانب القائم، وتواصلت الهجمات المغربية بعد تغييرات تكتيكية للمدرب السكتيوي بإشراك مفيد وصوان و تغيير مكان بولكسوت للأمام لتعزيز الهجوم.
وعلى الرغم من أن تنزانيا تركت مساحات واسعة بعد الهدف الأول، لم يتمكن المغرب من استغلالها بشكل مثالي، فيما اعتمد المنتخب التنزاني على الكرات العالية والهجمات المكثفة، لكن صلابة الدفاع والحارس المغربي حالت دون تعديل النتيجة.
وشهدت المباراة لحظة احتكاك قوية بعد سقوط اللاعب المشخشخ بداعي الإصابة، ما أدى إلى اشتباك بين اللاعبين، لكن تدخل الحكم الكاميروني أعاد الأمور إلى نصابها.
وفي الوقت البديل، كاد المغرب أن يضيف الهدف الثاني، لكن تصدي رائع من حارس تنزانيا منع ذلك، لتنتهي المباراة بفوز المغرب 1-0 وتأهله إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا للمحليين.
خلاصة المباراة
أثبت المنتخب المغربي وطاقمه التدريبي قدرته على إدارة المباراة بذكاء رغم غياب بعض العناصر المهمة، خصوصاً على مستوى خط الدفاع، وتحت ضغط حماس الجمهور التنزاني الكبير. الفريق حافظ على توازنه التكتيكي، واستغل خبرة لاعبيه لتحويل الفرص الساخنة إلى هدف، مؤكداً تفوقه واستحقاقه التأهل إلى الدور نصف النهائي.
و سيواجه المنتخب الوطني المغربي يوم الثلاثاء المقبل في دور النصف النهائي الفائز من مباراة السنغال و أوغندا التي ستلعب يوم السبت