أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

أخبار عاجلة

طارق السكتيوي: من لاعب مغربي موهوب إلى مدرب استثنائي يقود المنتخب الوطني للإنجازات



 يُعدّ طارق السكتيوي، المولود يوم 13 ماي 1977 بمدينة فاس، واحدًا من أبرز الأسماء التي بصمت بقوة على مسار كرة القدم المغربية، سواء كلاعب موهوب في المستطيل الأخضر أو كمدرب صاعد يقود المنتخبات الوطنية إلى منصات التتويج. وبين نجاحاته في الملاعب الأوروبية وتجربته الغنية مع الأندية المغربية، وصولًا إلى إنجازاته الأخيرة مع المنتخبين الأولمبي والمحلي، كتب السكتيوي لنفسه مكانة خاصة في تاريخ الكرة الوطنية.

مسيرته كلاعب: من شوارع فاس إلى أضواء أوروبا

بدأ طارق السكتيوي مساره الرياضي في أحياء فاس الشعبية، حيث ظهرت موهبته مبكرًا، قبل أن ينضم إلى الفئات السنية لنادي المغرب الفاسي. سرعان ما لفت الأنظار بمهاراته الفنية العالية، لينطلق في رحلة احترافية ناجحة بأوروبا.
تألق في الدوري الهولندي مع ألكمار، ثم عاش إحدى أبرز محطاته مع نادي بورتو البرتغالي، حيث كان لاعبًا ضمن جيل ذهبي أحرز عدة ألقاب محلية. كما حمل قميص المنتخب المغربي في مناسبات عديدة، وشارك في منافسات قارية ودولية، مما جعله أحد الأسماء المحبوبة لدى الجماهير المغربية.

إنجازاته كلاعب

مع نادي بورتو البرتغالي 
الدوري البرتغالي الممتاز: 2006–07، 2007–08، 2008–09.
كأس البرتغال: 2008–09.
كأس السوبر البرتغالي: 2006.

مع المغرب الفاسي 
كأس الكونفدرالية الإفريقية: 2011.

مع المنتخب المغربي 
كأس الأمم الإفريقية تحت 20 سنة: الميدالية الذهبية 1997.
أفضل لاعب في البطولة ذاتها: 1997.

هذه الإنجازات رسّخت اسم السكتيوي كواحد من اللاعبين المغاربة الذين شرفوا الكرة الوطنية داخل القارة وخارجها.

بداية المسيرة التدريبية: من المغرب الفاسي إلى نهضة بركان

بعد اعتزاله المستطيل الأخضر، اتجه السكتيوي إلى عالم التدريب بخطوات ثابتة. أشرف أولًا على فريق المغرب الفاسي، النادي الذي انطلق منه كلاعب، حيث قاده إلى التتويج بلقب تاريخي في كأس العرش سنة 2016.
لاحقًا، انتقل لتدريب نهضة بركان، وهناك أظهر نضجًا تكتيكيًا واضحًا، حيث تمكن من قيادة الفريق البرتقالي إلى التتويج بكأس الكونفدرالية الإفريقية سنة 2020، وهو إنجاز رسّخ مكانته كمدرب من العيار الثقيل.

إنجازاته كمدرب

مع المغرب الفاسي 
كأس العرش: 2016.

مع نهضة بركان
كأس الكونفدرالية الإفريقية: 2020.

مع المنتخب المغربي الأولمبي 
الميدالية البرونزية في الألعاب الأولمبية – باريس 2024.

الإنجاز الأولمبي: ميدالية تاريخية للمغرب

بصم السكتيوي على أحد أهم إنجازاته كمدرب عندما قاد المنتخب المغربي الأولمبي إلى ميدالية تاريخية خلال أولمبياد باريس 2024. فقد نجح في المزج بين الانضباط التكتيكي والحماس الشبابي، ليحقق للفريق الوطني إنجازًا عالميًا ظل عصيًا لسنوات طويلة.
هذا التتويج لم يكن مجرد لحظة فرح عابرة، بل مثّل منعطفًا مهمًا في مسيرة السكتيوي التدريبية، حيث أصبح يُنظر إليه كمدرب قادر على قيادة المنتخبات الوطنية في الاستحقاقات الكبرى.

تجربة المحليين: تحديات صعبة وإنجاز جديد

بعد التألق مع الأولمبيين، أسندت للمدرب المغربي مهمة قيادة المنتخب المحلي في بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين 2025. المهمة لم تكن سهلة على الإطلاق، خاصة وأن أبرز نجوم البطولة الوطنية كانوا قد رحلوا نحو الاحتراف الخارجي، مما جعل الفريق يفقد عناصره الأساسية.
غير أن السكتيوي أثبت مرة أخرى قدرته على البناء السريع، فكوّن مجموعة جديدة في ظرف وجيز، ونجح في إيصالها إلى المباراة النهائية، متحديًا صعوبات الأجواء الإفريقية والظروف المناخية الصعبة. وقد اعتبر الكثيرون هذا الإنجاز تأكيدًا آخر على عبقرية المدرب الفاسي.
طارق السكتيوي في كأس إفريقيا 


إشادة واسعة من الشارع الرياضي

ما حققه السكتيوي أثار إعجاب الجماهير المغربية، التي اعتبرته "مدرب المرحلة". الصحافة الوطنية والإفريقية أيضًا أثنت على اختياراته الجريئة، وثقته في اللاعبين الشباب، وهدوئه الكبير في المواقف الصعبة.
وقد فتح هذا النجاح الباب أمام نقاش واسع حول إمكانية إسناد مهمة تدريب المنتخب المغربي الأول له مستقبلاً، باعتباره مدربًا وطنيًا راكم خبرة محلية وقارية، ويملك رؤية واضحة لتطوير كرة القدم المغربية.

مستقبل واعد للكرة المغربية مع السكتيوي

مع كل هذه الإنجازات، بات واضحًا أن طارق السكتيوي يشكل قيمة مضافة لكرة القدم المغربية. فبعد أن رفع راية المغرب كلاعب في المحافل القارية والعالمية، ها هو اليوم يواصل كتابة التاريخ كمدرب ناجح، يضع بصمته في كل محطة يمر منها.
وبين إنجاز الأولمبياد والمغامرة الإفريقية مع المحليين، يلوح في الأفق مستقبل واعد، قد يجعل السكتيوي قريبًا من قيادة المنتخب الأول في كبرى البطولات، في إطار المشروع الكبير الذي تسطره الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

خاتمة

من فاس إلى بورتو، ومن الملاعب الأوروبية إلى منصات التتويج الإفريقية، ومن المنتخب الأولمبي إلى المنتخب المحلي، يواصل طارق السكتيوي مسيرة استثنائية عنوانها الإبداع والإصرار. وبين الماضي المشرق والحاضر الزاخر بالنجاحات، يبدو أن القادم سيكون أعظم لكرة القدم المغربية، بوجود مدرب من طينة الكبار اسمه: طارق السكتيوي.

تعليقات

ads google




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-